على وقع الغياب

لم أفصّلكَ على أبعادِ روحي؛

كنتَ حاضرًا كشمسٍ تُبلل بلسانها شفق المغيب.

و حين مرّتْ سُورة الصبر على قلبي،

كنتَ تُرتل آياتها و شجوكَ كان رجيعُ صداي.

الأمنيات التي عقدناها بشريطٍ أزرق على ضفيرة الزمان،

الأمنيات البيضاء؛ لا زالت متكوّمة خلفَ ظِل الأمل.

و حينَ كُنا نرسم على جدار القمر همسنا، كنا نحلمُ ببيتٍ فيه

بيتٍ لم يسكنه الحزن!

في ليلةٍ غاب عنها القمر، قال الغريبُ الذي فيك:

لا شيء يدقُ نواقيس وحشتي في هذا الزمان إلا غِيابك.

لا الزمان يعرفني و لا المكان.

آثار خطواتي فيهما تمحوها عاصفة ثلجيةٌ من الغربة.

أنا غريبٌ في الزمان.

و رغم اكتظاظ الناس حولي، أنا وحيدٌ في المكان.

و أنا بلا رؤاكِ، ورقةٌ أبعدتها الريح عن شجرة الليمون القديمة.

في ليلةٍ غاب عنها القمر،

قالت الغريبة التي تسكنُ خلف ضِلعي:

أنا بلا وجه حين تنكرني مِراياكَ القديمة.

أنا بلا صوتٍ حين لا ترتدُ موجاتي على جدران قلبك.

أنا في ضياعٍ في ذي المدينة و أنت أنسي.

أضف تعليق

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑